الاثنين، 1 ديسمبر 2014

صورة عن تعذيب الحيوان


صورعن الرفق بالحيوان




الرفق بالحيوان في السعودية (خبر)

جريدة الشرق الاوسط
السعودية تبدأ تفعيل قانون «الرفق بالحيوان» 


تعتزم السعودية تفعيل العمل بقانون الرفق بالحيوان خلال الشهر المقبل، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة في وزارة الزراعة لـ«الشرق الأوسط»، وذلك بعد مرور أقل من عام على صدور الموافقة على نظام الرفق بالحيوان لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي أقره مجلس الوزراء السعودي منتصف عام 1434 الماضي، ويحمل القانون صيغة مشددة تجاه منتهكي حقوق الحيوان، تبدأ بغرامة تقدر بـ50 ألف ريال للمرة الأولى، وتصل إلى حدود 400 ألف ريال عند تكرار المخالفة لأكثر من مرة.ويكشف المهندس جابر الشهري، وكيل وزارة الزراعة والمتحدث الرسمي باسمها، أن هذا العام يمثل وضع حجر الأساس لترسيخ مفهوم الرفق بالحيوان في السعودية، قائلا: «النظام حديث ولم يمكن سنه حتى الآن، ومن ضمن الأحكام المتعلقة بالعقوبات أن يجري النظر في المخالفات الناشئة وإيقاع العقوبات من خلال لجنة شكّلها مؤخرا وزير الزراعة، وتتكون هذه اللجنة من ثلاثة أعضاء، أحدهم مستشار نظامي والآخرون من المختصين البيطريين».
وأفاد الشهري خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن هذه اللجنة جرى تشكيلها قبل نحو شهر من الآن ولم يتبقَّ حاليا إلا التطبيق الفعلي للنظام، وهو ما أكد على أن وزارة الزراعة بصدد العمل عليه الآن. وكشف الشهري عن ترتيبات أخرى اتخذتها الوزارة مؤخرا بهذا الشأن، منها إنشاء وحدة جديدة تحت اسم «الرفق بالحيوان» تتبع وكالة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه المضي فعليا في تطبيق النظام خلال الفترة المقبلة.
وكشف الشهري أن عقوبات الغرامة وفق القانون الجديد تبدأ بـ50 ألف ريال للمرة الأولى، ثم تتضاعف إلى مائة ألف ريال في المرة الثانية وهكذا، في حين يفيد نظام الرفق بالحيوان الذي أقره مجلس الوزراء السعودي أخيرا بأنه يقضي بمعاقبة كل من يخالف مواده بغرامة قد تصل إلى حدود 400 ألف ريال مع إلغاء ترخيص المنشأة بشكل نهائي، وذلك في حال تكرار المخالفة أربع مرات خلال العام ذاته.
وبسؤال المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة عن ضرورة إيجاد جمعيات أو مؤسسات مجتمع مدني معنية بترسيخ ثقافة الرفق بالحيوان، يقول: «من الممكن أن يُدرس السماح بإنشاء جمعيات للرفق بالحيوان من قبل وزارة الزراعة، لكن صدوره والموافقة عليه لا بد أن تكون من مجلس الوزارة»، وتابع بالقول: «الوزارة تؤيد هذا التوجه، لكنه جانب يبدأ من المجتمع المدني، فإن كان هناك أناس مهتمون بإنشاء جمعيات للرفق بالحيوان فإن الوزارة ستدعم هذا التوجه».
وأبدى الشهري تفاؤله الكبير بقرب تفعيل قانون الرفق بالحيوان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، قياسا على الترتيبات التي عمدت إليها وزارة الزراعة بشأن المضي في تفعيل نظام الرفق بالحيوان، قائلا: «جرى وضع الأسس والآليات لتفعيل النظام، بداية من إنشاء اللجنة لدراسة الحالات وإيقاع العقوبات، وأيضا إنشاء وحدة الرفق بالحيوان داخل الوزارة»، في حين اعتبر الشهري الحديث عن حجم منتهكي حقوق الحيوان في البلاد ما زال مبكرا بالنظر لحداثة النظام الذي يجري التحضير لتفعيله رسميا.
من جهته، يرى الدكتور أحمد اللويمي، رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية، أن هناك إشكالية كبرى تواجه مفهوم الرفق بالحيوان في السعودية، قائلا: «كلمة الرفق جميلة، لكن كيف نطبقها على المستوى القانوني والحقوقي؟»، ويتابع قائلا: «صحيح أن الإعلان العالمي للرفق بالحيوان موجود، والسعودية كانت أحد الأعضاء فيه، لكن يجب أن ننظر لما جاء بهذا الإعلان على ضوء تعاليم الدين الإسلامي والقوانين الموجود داخل البلد».
وعن أهمية إيجاد جمعيات أو مؤسسات تعزز من مفهوم الرفق بالحيوان، يقول اللويمي: «أهم المشكلات التي تواجه فكرة إنشاء جمعيات أو مؤسسات معنية بالرفق بالحيوان هي عدم وجود جهة رسمية معينة لمنح تراخيص هذا النوع من الجمعيات، وهذه إحدى المشكلات التنظيمية التي تواجه الراغبين في العمل ضمن هذا الإطار، فهل هي جمعيات ضمن نطاق وزارة الزراعة أم تختص بها وزارة الشؤون البلدية والقروية؟! على اعتبار أن المحلات التي تبيع الحيوانات الأليفة في الأسواق تتبع وزارة الشؤون البلدية والقروية».
وتابع اللويمي حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «حتى نستطيع أن ننشئ جمعيات للرفق بالحيوان لا بد أن نتغلب أولا على إشكالية الجانب التنظيمي ثم الجانب الحقوقي، وأيضا الجانب التنفيذي من خلال معرفة العقوبات المترتبة على انتهاك حقوق الحيوان»، وأكد اللويمي على ضرورة أن تكون هناك خطوات استباقية لتعزيز ثقافة الرفق بالحيوان، تبدأ بالمناهج الدراسية، حيث طالب وزارة التربية والتعليم بالجانب التربوي في هذا الشأن من خلال توجيه الطلاب والطالبات نحو الاهتمام بحقوق الحيوان.
تجدر الإشارة إلى أن قانون الرفق بالحيوان الذي من المنتظر تفعيله قريبا يشمل جميع أنواع الحيوانات كالطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك وغيرها، إذ يلزم ملاك الحيوانات والقائمين على رعايتها، باتخاذ جميع الاحتياطات التي تضمن عدم الإضرار أو إلحاق الأذى أو التسبب في ألمها أو معاناتها.
ويلزم النظام ملاك الحيوانات بتوفير المنشآت المناسبة والظروف المعيشية الضرورية لإيوائها، وتوفير العدد الكافي من العاملين المؤهلين ممن لديهم القدرة المناسبة والمعرفة والكفاية المهنية بالأمور المتعلقة بالرفق بالحيوان، ومعاينة الحيوانات وتفقد أحوالها مرة واحدة على الأقل في اليوم، وعدم إطلاق سراح أي حيوان يعتمد بقاؤه على الإنسان، وفي حال رغبة التخلي عنه يجري من خلال التنسيق مع الجهة المختصة، ومتابعة الحالة الصحية للحيوانات وعرضها على طبيب بيطري للكشف عليها ومعالجتها واتخاذ ما يلزم.
ويشدد النظام على حظر استخدام الحيوانات لأغراض التجارب العلمية إلا بعد الحصول على ترخيص من الجهة المختصة، على أن ينشأ سجل لدى الجهة المختصة لقيد التراخيص الصادرة باستخدام الحيوانات لأغراض التجارب العلمية. ويمنح النظام الحق للموظفين المخولين دخول أي منشأة للتفتيش والتأكد من تطبيق أحكامه ولائحته التنفيذية، وإذا كانت المنشأة عبارة عن منازل سكنية خاصة فيتعين الحصول على إذن مسبق من الجهة المعنية.
ويسمح النظام للموظفين المخولين وضع علامات مميزة على الحيوانات بطريقة تمكن من التعرف على كل حيوان على حدة، ولا يجوز إزالة هذه العلامات عن الحيوانات إلا بموافقة مسبقة من الجهة المختصة، في حين يشترط النظام خضوع المنشآت للشروط الصحية والفنية التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون، على وجوب تغذية الحيوانات بما يتناسب مع عمرها ونوعها وبكميات كافية تبقيها بصحة جيدة، بالإضافة إلى نقل الحيوانات بطريقة تضمن سلامتها سواء أكان برا أو جوا أو بحرا، وعدم تعريضها للإصابات أو الضرر.

عرض بوربوينت

حكم ضرب الحيوان - للشيخ ابن عثيمين

حكم الرفق بالحيوان في الإسلام

ان الله تعالى قد أمر بالرفق في كل شيء ، ففي الحديث : ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) رواه البخاري ( 5678 ) ومسلم ( 2165 ) .

وروى مسلم ( 2592 ) عن حديث جرير رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من يحرم الرفق يحرم الخير ) .

واعلم أنه من كان عنده شيء من الدواب فيجب عليه أن يحميها ويطعمها ويسقيها ، ولا يجوز له أن يعرضها للهلاك ، وفي الحديث الذي أشرت إليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها ، لا هي أطعمتها ، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ، أي حشراتها . رواه البخاري (2365) ومسلم (904) .

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ ، فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا ، فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ ( أي : ترفرف بأجنحتها ) فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا ) رواه أبو داود ( 2675 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " .  
أن من استرعاه الله شيئاً من هذه الدواب كأن تكون في حرزه أو يربيها ويبقيها لحاجته وجب عليه رعايتها والإحسان إليها والرفق بها .


احاديث عن الرفق بالحيوان

1. عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: أردَفني رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلفه ذاتَ يوم.. فدخل حائطاً لرجلٍ من الأنصار، فإذا جَمَلٌ، فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفتْ عيناهُ، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فمَسَحَ سراتَه إلَى سنامه وذفراه، فسكن، فقال: " من ربُّ  هذا الجمل؟ لِمَن هذا الجمل؟ "، فجاء فتًى من الأنصار، فقال: لي يا رسول الله ! فقال: " أفلا تتقي اللهَ في هذه البهيمةِ التِي مَلَّكَكَ اللهُ إيَّاها؟! فإنَّهُ شكَا إليَّ أنكَ تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ ".
 2. عن مُعاذ بن أنس رضيَ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ارْكَبُوا هذهِ الدوابَّ سالِمَةً، وايْتَدِعُوهَا سالِمَة، ولا تتَّخِذوها كرَاسِيَّ ". والمقصود بأن لا نجعلها كراسي: لا يقف أحدنا يحادث صاحبه وهما يركبان الدابة، بل عليهما أن ينزلا عنها ويتحدثان كما يشاءان.
ومثله الحديث التالي:
3. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إيَّاكُمْ أن تَتَّخِذُوا ظهورَ دوابِّكُمْ مَنَابِرَ؛ فإنَّ اللهَ تعالى إنَّمَا سخَّرها لَكُمْ لِتُبَلِّغَكُمْ إلى بَلَدٍ لمْ تَكُونُوا بَالِغيهِ إلا بِشِقِّ الأنْفُسِ، وجَعَلَ لَكُم الأرْضَ؛ فعَلَيْها فاقْضُوا حاجَاتِكُمْ ".
 4. عن سهل بن الحنظلية قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببعيرٍ قد لَحِق ظهرُه ببطنِه، فقال: " اتَّقُوا اللهَ في هذهِ البهائمِ الْمُعْجَمَةِ؛ فارْكَبُوها صالِحَةً، وكِلوهَا صالِحَةً ".
 5. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رجلٍ واضعٍ رجلَهُ على صَفْحَةِ شاةٍ، وهو يَحُدُّ شَفْرتَه، وهيَ تلحظُ إليه بِبَصَرِها، فقال: " أفَلا قَبْلَ هَذا؟! أتريد أن تميتها موتَتَيْن؟! ".
 6. عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: كنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فانطلقَ لحاجة، فرأيْنا حُمَّرةً [نوع من الطيور] معها فَرخانِ، فأخذنا فرخَيْها، فجاءت الْحُمَّرة، فجعلت تَفَرَّش، فجاءَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: " مَنْ فَجَعَ هذهِ بِوَلَدِها؟! رُدُّوا وَلَدَها إليْها ".
 7. عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رجلٌ: يا رسولَ الله ! إني لأذبحُ الشاةَ فأرحَمُها. قال: " والشاةُ إن رحِمْتَها؛ رحِمَكَ الله ". 
 - وقد وردت أقوال للصحابة تحث على الرفق بالحيوان ومنها:
 أ ـ عن المسيِّب بن دار قال: " رأيتُ عمرَ بنَ الخطّابِ ضربَ جَمَّالا، وقالَ: لِمَ تَحمِلُ على بعيرِكَ ما لا يُطيق؟! ".
 ب ـ عن عاصم بن عُبيد الله بن عاصِم بن عمرَ بنِ الخطاب: " أنَّ رجُلا حَدَّ شَفْرَةً، وأخذ شاةً لِيذبَحَها، فضَرَبَهُ عمرُ بالدِّرَّة، وقال: أتعَذِّبُ الرّوحَ؟! ألا فعلتَ هذا قبلَ أن تَأخُذَهَا؟! ".
ج ـ عن مُحمد بنِ سِيرين: أنَّ عمرَ رضي الله عنه رأى رجلاً يَجُرُّ شاةً لِيذبَحَها، فضَرَبَهُ بالدِّرَّةِ، وقال: سُقْها ـ لا أمَّ لكَ ـ إلى الموتِ سَوْقًا جمِيلا ".
د ـ كان لأبي الدَّرْداء جَمَلٌ يُقال له: (دمون)، فكان إذا اسْتَعارُوه منه؛ قال: لا تَحْمِلوا عليه إلا كَذَا وكذا؛ فإنه لا يُطيقُ أكثرَ مِن ذلك، فلما حَضَرَتْهُ الوفاةُ قال: يا دمون ! لا تُخاصِمْني غَدًا عندَ ربِّي؛ فإني لمْ أكنْ أحْمِلُ عليكَ إلا ما تُطيقُ ".
 هـ ـ عن أبي عثمان الثقفي قال: كانَ لِعمرَ بنِ عبدِ العزيز ـ رضي الله عنه ـ غلامٌ يَعْمَل على على بَغْلٍ له، يأتيهِ بدِرْهَمٍ كلَّ يومٍ، فجاء يومًا بدرهمٍ ونِصف، فقال: أما بدا لكَ؟ قال: نفقتِ السوقُ. قال: لا؛ ولكنكَ أتْعَبْتَ البَغْلَ ! أجِمَّهُ ثلاثةَ أيّامٍ.

الإسلام والرفق بالحيوان

الإسلام والرفق بالحيوان
فالحضارة الإسلامية كان لها السبق في الرفق بالحيوان، باعتبار ذلك تعبدًا لله وطاعة بما أمر واجتنابًا لما نهى، فالرحمة بالحيوان قد تدخل صاحبها الجنة, والقسوة عليه قد تدخله النار، والنبي محمد "صلى الله عليه وسلم"   أولُ من دعا إلى الشفقة بالحيوان والرفق به ومساعدته في مطعمه ومشربه وفي صحته ومرضه، بل وأثناء ذبحه.
وهذا الدين الحنيف هو الذي ضرب للعالمين المثل الأعلى في الرحمة والرفق بالحيوان، فحرم القسوة عليه وإرهاقه بالأثقال والأعمال الشاقة، وحرَّم التلهي بقتل الحيوان، كالصيد للتسلية لا للمنفعة، ونهى عن كي الحيوانات بالنار في وجوهها للوسم، أو تحريش بعضها على بعض بقصد اللهو أو التربُّح المالي، وأنكر العبث بأعشاش الطيور وإحراق قرى النمل.
ولعلّ القرآن الكريم حين يصف أصنافًا من الحيوانات بالنعم والأنعام، فإنه يكرّم هذه المخلوقات، كما تسمّت سور عديدة بأسماء عدد من الحيوانات، كسورة البقرة والأنعام والنحل والنمل والفيل، وذكر القرآن الكريم عديدًا من الحيوانات والطيور وربطها بالإنسان عامة، وبكثير من الأنبياء والصالحين خاصة، واستعملها القرآن الكريم كمضرب للأمثال، مثل: ناقة صالح وحوت يونس وغنم داود وهدهد ونمل سليمان وطير إبراهيم، كما ضُرب بالحمار مع الرجل الصالح دليلًا على «البعث»، وضُرب المثل بالكلب في مواقف، وبالذباب في مواقف، وبالطير في مواقف أخرى.
وما قرره علماء الأمة وفقهاؤها من أحكام كفيلة برعاية الحيوان تبين وجوه الرحمة بذلك المخلوق، بدءًا من حرمة إجاعته وتعريضه للهزال والضعف، والتلهي به في الصيد، وطول المكوث على ظهره، وتحميله أكثر من طاقته، إلى رحمته قبل ذبحه إن كان مما يؤكل لحمه.
حقوق الحيوان
فالإسلام اهتم بالحيوانات ونظم لها حقوقًا قبل أن تقرها أو تعرفها الشعوب الأخرى، وقرر علماء المسلمين أن النفقة على الحيوان واجبة على مالكه، فإن امتنع أُجبر على بيعه، أو الإنفاق عليه، أو تركه إلى مكان يجد فيه رزقه ومأمنه، أو ذبحه إن كان مما يؤكل. 
وقرر بعض الفقهاء أنه إذا لجأت هرة عمياء إلى بيت شخص وجبت نفقتها عليه، حيث لم تقدر على الانصراف، بل كانت الدولة الإسلامية ترى أن من واجبها متابعة رفق الناس بالحيوانات
فقد ورد عن فضائل عمر بن عبدالعزيز،  "رضي الله عنه"  ، أنه كتب إلى صاحب السكك (أي رئيس أو مدير إدارة المرور والسير) ألَّا يسمحوا لأحد بإلجام دابته بلجام ثقيل، ولا بنخسها بمقرعة في أسفلها حديدة، وكتب أيضا إلى عامله بمصر: «بلغني أن بمصر إبلًا نقّالات يُحمل على البعير منها ألف رطل، فإذا أتاك كتابي هذا، فلا أعرفن أنه يُحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل»، وأمر المحتسب (الشرطي) أن يمنع تحميل الدواب فوق ما تطيق، أو تعذيبها وضربها أثناء السير، ولديه الصلاحية لتأديب ومعاقبة من يراه يفعل ذلك.
ونقل الدكتور مصطفى السباعي طرفًا مما قرّره الفقهاء المسلمون من أحكام الرحمة بالحيوان ما لا يخطر بالبال ومنها ما رتبه الفقهاء من نتائج حقوقية في حق من يستأجر حيوانًا للحمل أو الركوب فحمّله أكثر مما يستطيع، وألزموه بضمان ثمنه لمالكه إذا نفق، ولم يعاقبوا الحيوان بما جنى على غيره، وإنما عاقبوا صاحبه إذا فرّط في حفظه وربطه، ومنعوا أن يؤجّر حيوان لشخص عرف بقسوته على الحيوان، خشية أن يجور بقسوته وغلظته على هذا المخلوق.
عمائر الحيوانات
وإذا نظرنا إلى العمائر والمنشآت الخاصة برعاية الحيوان والرفق به في الحضارة الإسلامية نجد أن هذه الحضارة كان لها السبق في إنشاء عديد من العمائر التي تأوي الحيوانات، وتوفر لها مياه الشرب في السفر والحضر، وأروع الأمثلة على هذه العمائر أحواض سقي الدواب.
فإلى جانب الأسبلة التي توفر مياه الشرب للإنسان، اشتهرت الحضارة الإسلامية بهذه العمائر المائية التي أطلق عليها اسم «أحواض المياه»، والتي قصد بها توفير ماء الشرب للدواب والأنعام، وذلك تطبيقًا لآداب الإسلام التي تحض على الرحمة بالحيوان والرأفة به، ومعروف أن الرحلات والأسفار في العصور الوسطى وما قبلها كانت تعتمد على الدواب، وكان لابد من توافر مثل هذه المنشآت التي توفر ماء الشرب لها.
وهذه الأحواض خصصت لها أوقاف حبسها الخيرون طلبا لحسن الثواب، وكان يراعى فيها أن تكون قرب أطراف المدن وأبوابها، حيث تكثر حركة الخارجين والداخلين من المسافرين والتجار.
وقد عرفت أحواض سقي الدواب بطرزها المختلفة في مصر وبلاد الشام، وفي مشرق العالم الإسلامي ومغربه، وتحتفظ بعض المدن الأناضولية بنماذج من الأحواض السلجوقية التي مازالت قائمة حتى اليوم، وفي المغرب كانت الأحواض تلحق بالمساجد، وتكون منفصلة عنها، وكان يصل إليها الماء الذي يفور من أحواض الأسبلة أو السقايات عن طريق أقصاب من الفخار، حيث يصب في أحواض سقاية الدواب، التي تشكلت معماريًّا من دخلات عميقة صغيرة تقع في أسفل صدر حائط السقاية، وفي أسفل تلك الدخلات تقع أحواض عميقة في أرضية السقاية ليسهل الشرب منها.